خطبة الجمعة | أركان المناجاة 2011 - 07 - 08 | أ.د. علي جمعة

105 عدد المشاهدات
Published
فنحن في شهر شعبان، وهو شهر نتهيأ فيه لرمضان، أكرمنا الله سبحانه وتعالى فيه بمكارم عدة، من هذه المكارم أنه استجاب لمناجاة النبي ﷺ قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} .
كان رسولنا الكريم يناجي ربه ويعلمنا، كأمة تعبد ربها، أن نناجي ربنا سبحانه وتعالى، وأن المناجاة سببٌ لاستجابة الدعاء، المناجاة لها أركان غفل عنها كثيرٌ من الناس.
أول هذه الأركان: أن نخلص النية لله، «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» فأول أركان المناجاة الإخلاص، اعبد ربك وحده، واسأل ربك وحده، قال ﷺ: «وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك بشيء إلا ما كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيءٍ، لم يضروك بشيءٍ إلا ما كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» يعني تم القضاء فلا ملجأ من الله إلا إليه.
الإخلاص في مبدأه ومنتهاه مبنيٌ على التوحيد الخالص، فلا بد أن تُخرج السوى من قلبك، ولا يبقى فيه إلا الله، هذا أول ركنٍ من أركان المناجاة، {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ} والوجه في اللغة يأتي بمعنى المواجهة، ويأتي بمعنى هذا الوجه الذي في الرأس، ويأتي بمعنى العلو، ويأتي بمعنى الإخلاص، يعني أخلص وجهه لله، يعني وجه وجهه؛ فلما وجهه وجهه لجهةٍ واحدة وهو الله سبحانه وتعالى، أول شيءٍ قد نكون غفلنا عنه كثيرًا إلا من رحم ربي، أننا لم نحرر الإخلاص في قلوبنا لله حتى نصل إلى درجة المناجاة، ونريد أن نعود في هذا الشهر الكريم عندما نتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لنبيه، ونرى كيف استجاب لنبيه، فينص على أنه استجاب له من تقلب وجهه في السماء، الإخلاص، ثم إنه ﷺ لم يدعو مرة، ولم يدعو مرتين، ولا عشرة، بل إنه استمر في الدعاء، تحولت القبلة بعد ثمانية عشر شهرًا من الهجرة النبوية الشريفة، كان رسول الله ﷺ في مكة يستقبل بيت المقدس؛ لأنه كان قبلة أبيه إبراهيم، لكنه كان يستقبل الركنين اليمانيين، الركن الذي فيه الحجر، والركن اليماني الآخر، وبذلك يكون قد وضع الكعبة أمامه وهو اتجاه في نفس الوقت بيت المقدس، فيستقبل بذلك الكعبة وبيت المقدس، فلما تحول إلى المدينة، والمدينة شمال مكة، أصبح بيت المقدس في الشمال، ومكة في الجنوب، وافترقت القبلتان فدعا ربه ليس يومًا ولا يومين، ولم ييأس بعد شهرٍ أو شهرين، بل إنه استمر.
فالركن الثاني من المناجاة هو: الاستمرار والدوام؛ لأن الدعاء في ذاته عباده، فهو يعبد ربه، والنبي ﷺ يقول: «الدعاء هو العبادة»، وفي رواية: «الدعاء مخ العبادة»، إذن لا بد من الاستمرار، ويقول لنا رسول الله ﷺ: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» وكان كما وصفته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، «كان عمله ديمة»، أي دائمًا مستمرًا، والديمومة ركنٌ من أركان عمارة الأرض، ونجاح العمل، والشخص الذي يعمل تارة، ويترك تارة يقول فيه رسول الله ﷺ: «ولا أحب أن تكون مثل فلان كان يقوم الليل، ثم تركه»، بل إنه يريد الحفاظ ولو على القليل؛ لأن هذا من شأنه أن يربي الملكات، ومن شأنه أن يربي الصدق مع الله، ومن شأنه أن يستجيب الله سبحانه وتعالى لمناجاتك، الإخلاص والاستمرار......
۞ اشترك الآن في قناة ا.د. علي جمعة على يوتيوب: https://goo.gl/0uMia7
شاركونا بأسئلتكم وآرائكم بالتعليق على الفيديو

۞ تابعوا الحسابات الرسمية لـ ا.د. علي جمعة:
Website: http://www.DrAliGomaa.com
Twitter https://twitter.com/DrAliGomaa
Telegram http://telegram.me/DrAliGomaa
Pinterest: www.pinterest.com/DrAliGomaa
Google+ https://plus.google.com/+DrAliGomaa
Soundcloud: https://soundcloud.com/DrAliGomaa
Facebook: https://www.facebook.com/DrAliGomaa
Instagram: https://www.instagram.com/DrAliGomaa

۞ للإشتراك في خدمة الرسائل القصيرة ارسل رسالة إلى 9999 وأكتب فيها 881
التصنيف
islamic
لا توجد تعليقات حتي الآن