يسأل بعضهم عن الخلوة عند الصوفية ما هى ؟
والخلوة أخذوها من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث ذهب إلى غار حراء الليالي ذوات العدد فَيَتَحَنَّثُ -يتعبد-، وكان يتزود حتى إذا ما نفد زاده -الأكل والشرب- نزل حتى يتزود لمثلها .
أخذوها من سيدنا موسى عليه السلام حيث أنه ذهب ثلاثين يوماً ثم إنه ازداد عشراً حتى أصبح أربعين ليلة مع ربه في خلوته . {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}
أخذوها من خلوة سيدنا زكريا عليه السلام الذي اختلى الناس ثلاثة أيام {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}.
فالخلوة تحولت عندنا في شريعة الإسلام إلى الاعتكاف ، والخلوة أمر يُرقِّي الإنسان مع ربه لأن فيها هذه المعاني الأربعة التي تكلم عنها العلماء مستنبطين إياها من الكتاب ومن السنة : (قلة الطعام ، قلة المنام ، قلة الكلام ، قلة الأنام).
ودور العلم في هذا التنسيق فيما يُسمى بالتحقيق والتدقيق والترقيق والتزويق والتنميق ؛ أي يصوغوا هذه المصطلحات في صيغ قابلة للحفظ .
قلة الطعام : وهو الصيام . ونحن نعرف ما الذي أمرت به الشريعة في شأن الصيام وفي فضل الصيام .
قلة المنام : وهو قيام الليل . حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى : { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) } ، يقول سبحانه : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } ، يقول تعالى : { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ.. } إلى آخر هذه الآيات التي تمثل الغالبية من القرآن ..
قلة الكلام: نُهينا عن اللغو ، أمرنا رسول الله ﷺ بالصمت وقال: «إذا رأيتم الرجل أُوتي صمتًا فإنه يُلَقَّى الحِكمة»، ويقول: «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك أضمن لك الجنة» ، ولذلك جمع ابن أبي الدنيا ـ رضي الله تعالى عنه ـ كتابًا كبيرًا في (الصمت) وأورد فيه تلك الأحاديث الكثيرة جداً في فضيلة الصمت.
قلة الأنام : الانكفاف عن الخلق ، الأنس بالله ، الوحدة مع ربنا سبحانه وتعالى . فهذا هو شأن الخلوة .
الخلوة كما أنها واردة في الشريعة الإسلامية بهيئتها وأركانها ، فهى واردة أيضا في الديانات السابقة وأيضاً لها تجربة ؛ تجربتها أخذوا منها بعض هذه الأحكام : كيف تجلس في الخلوة ؟ كيف تقضي وقتك في الخلوة هل هو في الذكر ؟ أو في قراءة القرآن ؟ أو في الصلاة ؟ أو في التأمل والتدبر ؟ أو في التفكر المطلق ؟ أو في انتظار الواردات ؟ وغير ذلك من أصناف العطايا الربانية ومن أصناف المنح الصمدانية التي يُفتح على أحدهم في الخلوة بها .
إذن كما قالوا : "من ذاق عرف ومن عرف اغترف" ، فلما يدخل الخلوة ويرى ما فيها من منح وعطايا وأنوار وكشف لأسرار العبودية ويتفهم ويفهم أشياء لم يكن يفهمها من قبل ، حتى أن الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله ألف كتاباً في أسرار الخلوة ، تلك الأسرار التي فتح الله عليه بها وهو في خلوته ، وهناك خلوة من ثلاثة أيام .. خلوة من سبعة أيام .. خلوة من أربعين يوماً ، وهكذا دائماً يفعل ويقوم أهل التصوف بالعمل ومراقبة ذلك العمل ،وبناء نموذج لما يقومون به ،وتعليم ذلك لمن بعدهم ،ومن هنا جاءت قضية الخلوة .
أ.د. #علي_جمعة #نفحات
۞ اشترك الآن في قناة ا.د. علي جمعة على يوتيوب: https://goo.gl/0uMia7
شاركونا بأسئلتكم وآرائكم بالتعليق على الفيديو
۞ تابعوا الحسابات الرسمية لـ ا.د. علي جمعة:
Website: http://www.DrAliGomaa.com
Twitter https://twitter.com/DrAliGomaa
Telegram http://telegram.me/DrAliGomaa
Pinterest: www.pinterest.com/DrAliGomaa
Google+ https://plus.google.com/+DrAliGomaa
Soundcloud: https://soundcloud.com/DrAliGomaa
Facebook: https://www.facebook.com/DrAliGomaa
Instagram: https://www.instagram.com/DrAliGomaa
۞ للإشتراك في خدمة الرسائل القصيرة ارسل رسالة إلى 9999 وأكتب فيها 881
والخلوة أخذوها من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث ذهب إلى غار حراء الليالي ذوات العدد فَيَتَحَنَّثُ -يتعبد-، وكان يتزود حتى إذا ما نفد زاده -الأكل والشرب- نزل حتى يتزود لمثلها .
أخذوها من سيدنا موسى عليه السلام حيث أنه ذهب ثلاثين يوماً ثم إنه ازداد عشراً حتى أصبح أربعين ليلة مع ربه في خلوته . {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}
أخذوها من خلوة سيدنا زكريا عليه السلام الذي اختلى الناس ثلاثة أيام {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}.
فالخلوة تحولت عندنا في شريعة الإسلام إلى الاعتكاف ، والخلوة أمر يُرقِّي الإنسان مع ربه لأن فيها هذه المعاني الأربعة التي تكلم عنها العلماء مستنبطين إياها من الكتاب ومن السنة : (قلة الطعام ، قلة المنام ، قلة الكلام ، قلة الأنام).
ودور العلم في هذا التنسيق فيما يُسمى بالتحقيق والتدقيق والترقيق والتزويق والتنميق ؛ أي يصوغوا هذه المصطلحات في صيغ قابلة للحفظ .
قلة الطعام : وهو الصيام . ونحن نعرف ما الذي أمرت به الشريعة في شأن الصيام وفي فضل الصيام .
قلة المنام : وهو قيام الليل . حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى : { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) } ، يقول سبحانه : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } ، يقول تعالى : { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ.. } إلى آخر هذه الآيات التي تمثل الغالبية من القرآن ..
قلة الكلام: نُهينا عن اللغو ، أمرنا رسول الله ﷺ بالصمت وقال: «إذا رأيتم الرجل أُوتي صمتًا فإنه يُلَقَّى الحِكمة»، ويقول: «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك أضمن لك الجنة» ، ولذلك جمع ابن أبي الدنيا ـ رضي الله تعالى عنه ـ كتابًا كبيرًا في (الصمت) وأورد فيه تلك الأحاديث الكثيرة جداً في فضيلة الصمت.
قلة الأنام : الانكفاف عن الخلق ، الأنس بالله ، الوحدة مع ربنا سبحانه وتعالى . فهذا هو شأن الخلوة .
الخلوة كما أنها واردة في الشريعة الإسلامية بهيئتها وأركانها ، فهى واردة أيضا في الديانات السابقة وأيضاً لها تجربة ؛ تجربتها أخذوا منها بعض هذه الأحكام : كيف تجلس في الخلوة ؟ كيف تقضي وقتك في الخلوة هل هو في الذكر ؟ أو في قراءة القرآن ؟ أو في الصلاة ؟ أو في التأمل والتدبر ؟ أو في التفكر المطلق ؟ أو في انتظار الواردات ؟ وغير ذلك من أصناف العطايا الربانية ومن أصناف المنح الصمدانية التي يُفتح على أحدهم في الخلوة بها .
إذن كما قالوا : "من ذاق عرف ومن عرف اغترف" ، فلما يدخل الخلوة ويرى ما فيها من منح وعطايا وأنوار وكشف لأسرار العبودية ويتفهم ويفهم أشياء لم يكن يفهمها من قبل ، حتى أن الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله ألف كتاباً في أسرار الخلوة ، تلك الأسرار التي فتح الله عليه بها وهو في خلوته ، وهناك خلوة من ثلاثة أيام .. خلوة من سبعة أيام .. خلوة من أربعين يوماً ، وهكذا دائماً يفعل ويقوم أهل التصوف بالعمل ومراقبة ذلك العمل ،وبناء نموذج لما يقومون به ،وتعليم ذلك لمن بعدهم ،ومن هنا جاءت قضية الخلوة .
أ.د. #علي_جمعة #نفحات
۞ اشترك الآن في قناة ا.د. علي جمعة على يوتيوب: https://goo.gl/0uMia7
شاركونا بأسئلتكم وآرائكم بالتعليق على الفيديو
۞ تابعوا الحسابات الرسمية لـ ا.د. علي جمعة:
Website: http://www.DrAliGomaa.com
Twitter https://twitter.com/DrAliGomaa
Telegram http://telegram.me/DrAliGomaa
Pinterest: www.pinterest.com/DrAliGomaa
Google+ https://plus.google.com/+DrAliGomaa
Soundcloud: https://soundcloud.com/DrAliGomaa
Facebook: https://www.facebook.com/DrAliGomaa
Instagram: https://www.instagram.com/DrAliGomaa
۞ للإشتراك في خدمة الرسائل القصيرة ارسل رسالة إلى 9999 وأكتب فيها 881
- التصنيف
- islamic
لا توجد تعليقات حتي الآن